صديقي دائما مايتهمني بأني اتعاطى, دائما مايراني ممسكا بأبرتي لأفقئ بها يدي النحيلة, في اول سنة حاول ان يعالجني لكنه لم يكن مفلحا في ذلك, فالثقب الذي احدثته ابرة التعاطي اكبر حتى من الثقب الموجود في طبقة الاوزون , انا شخص اتعاطى مع الامر بواقعية فأتعاطى الاشياء فأعطيها الى كل شخص رفض ان يعطى له شئ لم يكن معطى له في سابق عصره, ومن مبدئ اني شخص معطاء اردت ان اقف عند هذا الحد فلا عنب الشام بينفع ولا بلح بغداد
في السنة الثانية حاول ان يعرف الاسباب لكنه كان شخصا غريب الاطوار , بكل غرابة جاء ليسألني مابك, وكأنه لايعلم مابي وماليس بي, أنا لم أستغرب من سؤاله فقط لأني أريد أن أستغرب , فلا غرابة في الموضوع لان الموضوع ليس غريبا, فأنا أختار أصدقائي على حسب تصنيفات أهمها ان يكون ذو بشرة بنية, بالاضافة الى ان يكون طويلا ومفتول العضلات والاهم أن يكون أرسناليا وأن يملك عقلا رشيدا, ومن منطلق اني شخص يصنف الاشياء الى صنوف وأختار صنفا واحدا فقط من الصنوف المصنفة أمامي فأن تصنيفاتي حددت أفاقي الواسعة فأصبحت مصنفا من ضمن المعقدين.
ازدادت حالتي سوءا , فقد قمت ببيع أحدى الكلى لدي, وجاءني صديقي يعزني في نفس, وجلست أبكي أنا وهو في غرفة واحدة حتى اتضح لي أني مازلت على قيد الحياة وبدءت أنشر الافراح هنا هناك, يمينا ويسارا اعلى وأسفل, وأعجبتني فكرة البيع , ومن منطلق أني تاجر ماهر بدءت ببيع الأشياء ومبايعتها وابتياعها فبعت هنا وبعت هناك , وبدءت أبيع لمجرد البيع كمن يبيع نصف بيته ليشتري النصف الاخر, وبدءت ابيع الكلية وأشتري رئة وأضعها مكانها , علها تصلح, بعت عيني واشتريت أنفا عل الانف ينفع , حتى وصلت الى الشخص المثالي الذي كنت أنتظره, رجل بسبعة أرجل و9 أنوف وبدون أي يد او عين.
لم يمضي كثيرا حتى تدهورت حالتي , بدء الجميع يتدخل وينجم, وأنا بشجاعة قررت أن لاأعيرهم أي اهتمام , راهنت على ان انفي سيرى يوما من الايام , وعلى ان قدمي ستمسك بالاشياء بدلا من يدي, حتى بدءت اكتب الشعر مدحا لشخصي الكريم, ومن منطلق اني شخص عنيد قررت ان استمر في العناد وعنادا في اني لازلت معاند عاندت عنادي لدرجة اني اصبحت مقياس ريختر للعناد العنادي.
ازداد الوضع سوءا في السنة التي بعدها , وبدءت أكذب ( يالهوي) , وبدءت أغني, ترم ترم انا ارى بأنفي , وازداد الوضاع سوءا في الكذب حتى أصبحت كالأعور الدجال, يشار الي على اني أكذب الرجال , وأني لاأصدق الاقوال بالأفعال وأني بطل الأبطال, ومن مبدء اني شخص كذاب كذب كذبا لم يكذبه أي كذاب كذب كذبة في حياته الكذبية.
سيدي فينجر اني أرى فيك كل ماسبق.
أعطيتنا ملعبا في أول عام وأعطيتنا نهائيا في باريس كالحلم فقلنا عنك رجل معطاء.
بعدها بعام بدءت تصنف الناس على أسس لم نعهدها من قبل ( النوعية, الجودة, العقلية) وقلنا وقتها عنك بأنك المصنف الحكيم.
بعدها بعام بعت أغلى مانملك( هنري ) وبعدها بدءت بعمليات البيع فقلنا أهل مكة ادرى بشعابها وقلنا عنك الباائع المحترف.
بعدها بعام عاندت الجميع وقلت بأن الانف ( دينيلسون ) يمكن أن يصبح عينا والقدم (ألمونيا) ممكن أن تصبح يدا تحرسنا, لكننا أكتشفنا أنه العناد فأصبحت تنادى هنا بالعنيد.
بعدها بسنة للأسف بدء المس بشخصك الكريم لأنك بدءت تكذب , في المؤتمرات تكذب , وتكذب في الاذاعات وتكذب في الصحف حتى صرت مصنفا كدجال النادي.
يؤسفني سيدي فينجر ان أخلع عليك هذا العام لقب فاشل اذا لم تأتنا أنت بنفسك بلقب بطل الدوري